هل حقاََ أنتَ ظالم وغير عادل يألله؟

 

يقول البشر بأنك غير عادل, وإِنَّكَ لا تفعَلُ شيئاََ لمنع العواصف والفيضانات والحروب والمظالم والقتل والسرقات, ولا تعطي ملايين البشر الذين يموتون اي قوتِِ لتشبعهم وتمنع عنهم الممات والمجاعات! أَلم ترى أجسادهم وقد إِلتصقت جلودهم بعظامهم وغدوا أشباه هياكلِِ عظميةََ تسيرُ في الصحارى الجرداءِ وقد تشققت الارضُ عطشاََ تحت إقدامهم وفي الطرقات!

 ألم تستطيعَ أَنْ تمنع عجيج البحار وقِمَمُ الامواجِ من أَنْ تغطي ملايين الفقراءِ من بني البشر لتدفنهم في الاوحالِ وتحيلَ أوطانهم إلى مزابلِِ ومستنقعاتْ؟

 

 يالله!! لما وقفتَ بعيداََ والارضَ يأكلها الشر والحروب والنِزاعات؟ لما لم تسقِطَ من سمائِكَ الطائِراتُ المغيرة على البشرِ الاعزلِ لتمطرهم بالنابالم والفسفور والغاراتِ السامةِ  وقنابلَ الذرةِ والنيوترونات؟

 لما لم تمنعَ البراكين من أَنْ تمطر البشرَ يملايين ألأَطنانِ من الرمادِ والدخانِ الاسودِ وتخنقهم بالغازات السامةِ التي تفوحُ منها رائحةُ الكبريتِ حتى الفناءِ والممات؟ أَلم تستطيعَ أَنْ تمنع أَلهزاتِ الارضية لتمنع سقوط البيوت فوق ساكنيها ليموتوا تحت أَطنانِ الاسمنتِ المسلحِ وفي العمارات؟ أَلا تستطيع أَنْ تمنع حدوثَ أَلأعاصيرَ التي تقتل وتهدم كل شيء في شتى المسارات!!

 

يأَللهُ يا ربي!! أَينَ جنةُ عدنِِ التي وضعت آدم أبانا فيها؟ ما ألذي حصلََ لأنهرِ الجنةِ التي كانت ترويها؟ أين فيشون وجيحون وحداقل والفرات؟ أَين شجرة الحياةِ التي كانت فيها, لنمدَ أَيدينا كألعميانِ ونلتمسُ منها ثمرةََ تعيدُ لنا الحياة والخلود لتُزيلَ كلَ مآسينا؟

 

نعم ربي وإِلاهي فنحنُ قد نسينا إِنَّ أرضنا كانت يوماََ هي الفردوس الذي بسببِ الخطيئةِ وقعَت تحتَ اللعنة عندما قلت لآدم:

تكوين (3 – 17): ... فمَلعونةََ الارضُ بسببكَ , بمشَقةِِ تأكلُ منها طُولَ أَيامِ حياتكَ.

 

نسينا إِنَكَ يوماََ قلتَ لآدم: ,اما شجرةُ معرفةِ الخيرِ والشَرِ فلا تأكل منها, فإِنَّكَ يومَ تأكلُ مِنها تموتُ موتاََ. تكوين(2 – 17).

 

نسينا إِنكَ: قد طردتَ آدمَ وأَقمت شرقيَّ جنةِ عدنِِ الكروبينَ وبريقَ سيفِِ متقلبِِ لحراسةِ طريقِ شجرةِ ألحياةِ . تكوين( 3-24)

 

نسينا إِنَّكَ قلتَ لقاين: تكوين(4- 10): ماذا صتعتَ, إِنَّ صوتِ دِمآءِ أَخيكَ صارخُُ إِليَّ منَ ألأرضِ (11) فملعونُُ أَنتَ منَ ألأرضِ ألتي فتحتْ فاها لِتقبَلَ دِمآءِ أَخيكَ مِنْ يَدِكَ.

أي إِنَّ الأرض التي قبلت دماء أَخيك هي ألتي ستنتقم منك وتلعنك وتكون فيها أَنت ألملعون.

 

لقد نسينا إِنَّ عُيونُ مياهِ ألغمرِ ألعظيمِ تفجرت وغطت الارض  بعدَ أَنْ قلتَ لنوح: تكوين(6- 13): قد دنا أَجَلُ كل بشرِِ بينَ يديَّ فقد إِمتلأتِ أَلأرضُ جوراََ فهآنذا مُهلكُهُمُ معَ أَلأرضِ. (سنة 1656 بعد خلقِ آدم).

 

نسينا إِنَّ بعد الطوفان بزمنِِ وجيز إِنقسمت وتفتت الارض  تكوين (1- 15). وتكونت القارات وتباعدت عن بعضها ولا زالت تتباعد من أيام فالج إِبن عابر (الذي ولد سنة 1757 من وقتِ خلقِ آدم) ولغاية وقتنا الحالي هذا. نسسينا إِنَّ بسبب هذا التباعد تكونت صفائِح الارض العائِمة وتكسرت وهي تسبب الزلازل والبراكين!

 

نسينا إِنَّ البشرَ عصوا أمرك عندما باركتَ نوحاََ وبنيهِ وقلت لهم:

 تكوين(9-1): إِنموا واكثروا وإِملأُوا الارضَ! فأقاموا لهم برجاََ في أرضِ شنعار لكي لا يتبددوا على وجهِ الارض فقد كانوا شعباََ واحداََ وكانَ لهم لغةََ واحدةََ , فغضبتَ عليهم تكوين(11- 7): فبلبلت هناك لغتهم حتى لا يفهم بعضهم لغة بعض (8) وبددتهم من هناك على وجهِ الأرضِ كُلِها وشتتهم على كُلِ وجهِها

 

نسيننا إِنَّك أوفيتَ بوعدِكَ لآدمَ ونسلهِ بأن تفديهم وأَنْ يُخلِصَهم نسلُ المرأةِ فيسحقَ هامةَ إبليسَ ويفديهم على الصليب! نسينا إِنَّ الفداء هو لكلِ من آمَنَ بالفداءِ وقبله وعمِلَ بوصاياكَ.

 

نسينا كلام مسيحكَ وموعظتَهُ على الجبل حينَ قال: متى(5-44): أَحبوا أعداءَكم وأَحسنوا إِلى من يُيغِضَكُم وصلوا لأَجْلِ من يُعنِتَكُم ويضطهِدَكُم (15) لتكونوا بني أَبيكُم ألذي في ألسَماوات.

 

يا ربُ نحنُ لسنا كلنا مؤمنين ولا حتى صالحين! لا بل أَنت قلتَ "ليسَ يعملُ صالحاََ , ولا واحد! "

 

لماذا خلقتنا يا ربُ أَحراراََ حري إَلإِرادة؟ ولما أعطيتنا حريةَ أَلإِختيار؟ إلا ترى إِبليسَ يحومُ حولنا ويُشَكِكَنا فيكَ وبِأعملكَ وكلامِكَ! إلا ترى كيفَ نحنُ ننجرفَ فنقتل بعضنا بعضاََ, وإِنْ كنا رحماء نسرِقُ بعضنا بعضاََ! فبعضنا ليسَ أَحسَنُ حالاََ من قاين ألذي قتلَ أَخاهَ بدمِِ بارد! فراحت الارضَ تلعننا وتنتقِمُ منا في كل مكان!!

 

أَنتَ وضعتَ ناموسكَ ووصاياكَ في ضمائِرِ البشرِ,  ثُمَ عدتَ فأنزلتها عن طريقِ أنبيائِكَ لتُرتَلَ عليهم وتكون دستوراََ تحفظهُ عقولهم وآذهانهم, ففينا يارب من لهُ آذانُُ ولا يسمع! وفينا من لهُ عيونُُ ولا يرى بها!! يسمعُ عن خلاصك ويستهزء بهِ!! يسمع وصاياك ويعمل بوصايا إبليس, وعندما ينبِهَهُ ضميرهَ ووصاياك التي أودعتها فيهِ عندَ خلقِكَ لهَ, يتجاهل عقلهُ وضميرهُ ويسدلَ ستاراََ عليهما لكي لا يسمع ولا يرى ولا يحس بتأنيبهما!

 

 فراح الكثيرُ منا ينهب ما يشاء! ويسرق من يشاء! ويقتل ما يشاء! ويزني مع من يشاء! لا بل يغتصبُ من يشاء من الرجالِ والنساء! واصبحت دنيانا جهنم يعيشَ بها المساكين والضعفاء! فلا من يُجيبُ إِستغاثَةِ مظلوم! ولا من يمدُ يدِ العون لمُحاصَرِِ أو مسجون أو مكلوم! لا بل راحَ الاقوياء يُحاصرونَ الضعفاء, ويمنعونَ عنهم حتى الدواء! ويتكلمون عن حقوقِ الانسان والرأفةِ بالحيوان! ويذبحون البشر وينشروا الجشعَ والفحشاء ويسرقوا كلى وأعضاء المساكين والفقراء! واصبحتَ أَنتَ وعدلك سبحانكَ بالنسبةِ لإِدعائِهم موطِنَ الداء! واصبحوا وأباليسهم وشياطينهم الرحماء والكرماء!

 

 ينسبونَ إِليكَ الرياح وألأعاصير ويتناسون الغازات والتلوث الذي يسببونه بصناعاتهم وجشعهم للأرض والبيئة التي أنت خلقتها ثُم عدتَ ونظرتَ وقلت عنها " إِنَّ كلَ شيء حسن جداََ ".

 

يدفنون يورانيوم مفاعلاتهم في أفريقيا والسعودية ومختلفِ أراضي أسيا وأمريكا الجنوبية, ليتخلصوا وبلدانهم منهُ, وتتزايد أعداد قنابلهم النووية والهيدروجينية والنيوترونية, ويفجروا الاوطان ويحتلوها بقنابل اليورانيوم المنضب ليتخلصوا منهُ ويفتكوا بالبشر, ثم يقولون " هو الله من ينزلَ على البشرِ الامراضَ والسرطان!"

 

يستعمرون البلدان الضعيفة ويتقاسمونَ غيرها بين الكبار لتكونَ مناطق نفوذِِ بينهم, فيسرقون خيراتها ومواردها وذهبها ونحاسها وجواهرها ومعادنها ونفطها, ولا يشبعون أبداََ!! ولِجشعهم يتناسون "إِنَّ اصحابَ الارضِ يجوعون ويمرضون ويتسممون من جراء طرق إِنتاجهم! ثُمَ يتبجحون بحقوق الانسان! " ويمنوا على بعضِ الطائعينَ من عملائِهم وبلدانهم الصاغرة بقروضِ البنوك! او العطايا والهبات التي لا تُعطى إِلا بعدَ أَنْ يأخذوها ويستردوها مضاعفة آلاف المرات, ويُسمونها المساعدات الانسانية من البلد الفلانية!! ويحرقونَ آلاف الاطنان من الحنطةِ والغذاء لكي لا تنخفِضَ الاسعار وليجوع ويموت بالمجاعةِ من يموت!  ويُعنونونها بعولمةِ الكبار!! والتجارةِ الحرةِ لا النهبِ والموتِ والقتلِ والإستعمار!!

 

وعجباََ يتكلمونَ عن جرائِمِ الحربِ هنا أو هناك! ! وكأن الحرب نفسها ليست جريمة!! يسمون إِفراط القتلِ بجريمةِ حرب!! ولا يُحاسبُ مرتكبيها في أي حالِِ من الاحوالِ!! فلا يُحاسبُ جندي سادي الاطوار! ولا من يلقي القنابل النووية والاسلحة الجرثومية وغازات الاعصاب من دونِ إِنذار!! ولا كل من يحكم البشرَ بقانون الغاب!! فقتلَ بعضهم بعضاََ بالملايين, وانتبهوا بعد فواتِ الأوان فجاوونا بعصبةِ الامم وبجشعهم أغرقوها في الدمِ والحمم!!

ونصبوا محرقةََ لليهود, فمن قالَ كانت محرقةََ كبيرة, ومن قال متشفياََ, لا بل كانت صغيرة! فما الفرق بين الكبيرة أو الصغيرة؟ ألم يفقد الانسان إِنسانيتهِ  فقتل قاين أَخاهُ هابيلَ ثانيةََ.

ودارت ثانيةََ رحى الدماء وذهبَ ضحايا من البشرِ بالملايين وعادوا بسن حقوقِِ للإِنسان, وأَوكلوا تنفيذها بمجلسِِ أَمنِِ لاُممِ متحدةِِ بالشيطان, فغرقت الاوطان بالدم والمجاعةِ والحصار وتحولت أعراسُُ إلى مجالسِ عزاءِِ واشجان, ومنع ألغذاء والدواء! وأَصبح الإِنسان يتمنى أَنْ يصلِ بحقوقِهِ التي منحوها لهُ مرحلةِ حقوق الحيوان!! واصبحت كلاب وقطط  الكبار أعز واكثر غذاءََ وأَمناََ من البشر في بلاد الفقرِ وبلاد تحت الوصايةِ والاستعمار!!

 

وإغتصبوا الاوطان وأزالو ومحوا الملايين من الهنود الحمر, ومن إستراليا ونيوزلندة وجنوب أفريقيا وفلسطين, مؤسسين بلاد هنا بأسم الحرية والتقدم أو هناك بإِسم الدين!! والبشرية جمعاء بكَ ياربُ تستعين, ومنك الفرج تطلبُ عسى أن تقربَ منا يومَ الدين فتُخلصنا أَجمعين!!

 

نسينا يا ربُ إِنَّك قلتَ: زكريا(11- 4): ... ارعَ غنمَ القتلِ (5) الذين يقتلهم مالكوهم ولا يُعاقبون وكلُّ من يبيعهم يقول تباركَ الربُّ فإِني قد إِستغنيتُ ورعاتهمُ لا يشفقونَ عليهم (6) فأَنا أَيضاََ لا أَشفقُ مِنْ بعدُ على سكانِ الارضِ يقول الربُ, بل هآءنذا أُسَلِمُ ألبشرَ كُلُّ واحدِِ إلى يدِ صاحِبِهِ وإِلى يدِ ملكِهِ فيضربونَ ألارضَ ولا أَنقِذُ مِنْ أَيديهم. ...

 

نعم ياربُ فقد باع حكامُ الاوطان في كل مكانِِ من رعيتهم من البشرمن غيرِ رأفة الكثيرين, وقد إِستغنوا وأَصبحوا مِنْ أَصحابَ المليارات والملايين, وباعوا حتى ألأَوطان وقسموا أَلأَنهارَ والمياه, فإِنْ أَنت لا تعودَ لتُشفِقْ على البشرِ لأفنوهم أجمعين!!

 

نحنُ ياربُ كنا نودُ أَنْ نرى الجنة هنا على الارض!! كنا نودُ أَن لا نصل إلى دينونتكِ ونقِف أمامك كألأَغبياء عندما تصفنا عن اليمين واليسار وتقول للهالكينَ منا: متى( 25- 41): إِبتعدوا عني يا ملاعينُ إِلى النارِ الأبديةِ أَلمعدةِ لإِبليسَ وأَعوانِهِ! (42) لأني جُعتُ فلم تُطعموني, وعطِشتُ فلم تسقوني (43) كُنتُ غريباََ فلم تأووُني, وعرياناََ فلم تَكسوني, مريضاََ وسجيناََ فلم تزوروني!! ... وتُجيبُ يا ربُ " أَلحقُ أَقولُ لكم : بما أَنكم لم تفعلوا ذلك بأَحدِ إِخوتي الصغارِ, فبي لم تفعلوا!!"  

 

 نعم يارب لستَ أنتَ من هو الغير العادل. نعم لستَ أَنتَ من ظلمنا, لا بل ظلمَ البشرُ أنفسهم وإِخوتهم بمالِ أَلظُلمِ هذا ألذي على أرضنا!

لا بل فقد وصلت بك محبتكَ لتقولَ لنا نحنُ البشر" أنا قُلتُ إِنكم آلهة" وما فهمنا معناََ لكلامك!! فإِتهمناك بكلِ أَخطائنا لغبائِنا , فنستغفرك ونطلبَ مغفرتكَ التي طالما طلبناها ونحنُ في ضيقنا من على أرضنا, ونرجوا أَنْ توحدنا يوماََ فيك لنكونُ من جملةِ شعبكَ السماوي الخالدين إلى اَبد ألآبدين, آمين

 

 

مُحِبُكَ وأبنُ مَحَبَتِكَ


نوري كريم داؤد

09 / 07 / 2009 



"إرجع إلى ألبداية"